وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن المؤتمر تضمّن جلسات وحلقات نقاشية صباحية ومسائية، تخللتها كلمات ومداخلات للعديد من المشاركين، تمحورت حول اهم وابرز القضايا والتحديات والمخاطر التي تواجه دول وشعوب العالم الاسلامي، وسبل مواجهتها والتصدي لها، والاليات الكفيلة بتعزيز الوحدة الاسلامية، ونبذ الخلافات والتقاطعات، وافشال المؤامرات والاجندات التي يراد من ورائها اضعاف وشرذمة المسلمين عبر بث الفتن واثارة النزاعات بينهم.
وصدر عن المؤتمر الذي اقيم برعاية ديوان الوقف السني، وأنهى اعماله ليلة امس، بيانا ختاميا، شدد على جملة مسائل من بينها، "التأكيد على الأخوة والوحدة ورص الصفوف"، واهمية ان يكون لعقلاء الأمة وقفة جادة يصححون فيها المسار، ويعيدون الأمة إلى ما أراده الله تعالى وإلى ما عمل عليه النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، لتكون أمة مرحومة تستحق كل ما في الرحمة من معاني". وان "الهدف المرجو من إقامة المؤتمر هو إيجاد أرضية الاتحاد والتضامن للعالم الإسلامي، وتبادل الأفكار بين العلماء والباحثين من أجل إيجاد التقارب العلمي والثقافي بينهم، بغية الوصول إلى الوحدة الإسلامية وحل وإذابة الخلافات بين المسلمين ليكون مفهوم الأخوة هو السائد في الأمة".
و"العمل الجدي والحثيث للترويج لمفهوم الأخوة الإسلامية بين المسلمين في الدول الإسلامية وغير الإسلامية، والعمل على تربية الأجيال القادمة على هذا المفهوم من خلال إزالة الضغائن من القلوب"، و"العمل على مواصلة الحوار العلمي بين العلماء والنشطاء الدينيين والثقافيين في العالم الإسلامي، وتسليط الضوء على كل ما يتربص بالأمة من فتن ومكر بغية ضمان سلام وأمان حقيقي تنعم به الأمة في كنف تعاليم دين الرحمة والعدالة والتعايش. والحث على "تجريم مثيري الفتن والخطاب الطائفي بين المذاهب".
وشدد المؤتمرون على "جوهرية ومركزية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للإسلام والعالم، وان إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم لن يكون ممكناً إلا من خلال إيقاف آلة التدمير الصهيونية والاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية" وكذلك التأكيد على "أن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل خيانة كبرى للشعب الفلسطيني وللأمة عموما، وأن جنوح بعض الدول الإسلامية لركوب قطار التطبيع مع الصهاينة سيشجع هذا الكيان الغاصب على مزيد من الوقاحة والظلم والعدوان بحق الأبرياء".
ودعا المؤتمرون الحكومات الإسلامية والعربية الى تعزيز المناهج الدراسية بمقررات ومفردات تؤكد على مفاهيم السلم والتعايش والمحبة والسماحة والأخوة، وبما يسهم بإنتاج جيل يأخذ على عاتقه تفعيل هذه المخرجات، والعمل الجدي على إجراء دراسات للتاريخ الإسلامي والثقافة والحضارة والأدب من أجل غرس فكرة الأ مة الواحدة، ووضع مشروع عام يقوم على أسس فكرية وعلمية توجه الأفكار والمشاعر والطاقات نحو استئناف مسيرة الحضارة الإسلامية، فضلا عن العمل على نبذ وتفنيد كل ما تحمله الموروثات من روايات هدامة تفرق الأمة وتشتت جمعها".
وتبنت كل من مؤسسة جماعة علماء العراق، ومجلس علماء الرباط المحمدي، ومؤسسة العراق للتقريب والحوار، ودار الإفتاء العراقية، ومدرسة الإمام الخالصي، الاشراف على تنظيم وعقد المؤتمر، وكان من بين ابرز المشاركين في المؤتمر الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية حجة الاسلام والمسلمين الدكتور حميد شهرياري، وممثل شيخ الازهر الشريف الشيخ احمد شحاته.
وتخلل المؤتمر اقامة معرض للصور وعرض العديد من الكتب والمؤلفات التي تهتم بقضايا الوحدة الاسلامية بأبعادها الدينية والثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية المختلفة.
المصدر: العهد
/انتهى/
تعليقك